تأمَّل .. تعلَّم .. تستمتع

“تلمسوا المخاوف في داخلكم وتجاوزوها بأية طريقة”

حياتنا تحتوي على خيارات كثيرة تمكننا من أن نهدأ لنتأمل ما حولنا ولكن منطقة الراحة التي نسكن فيها تجعلنا نتردد في أن نستكشف النتائج المتاحة لنا فيما لو قررنا الخروج عن هذا المنظور الذي اعتدنا عليه وأتصور بأنه قد حان الوقت لنغير مدركاتنا الحسية وننظر إلى حالة الانطلاق لنتعلم ما كان هناك ولمن نقبل أن نراه.

في البداية كانت مجرد دراسة وحب معرفة واطلاع على المرجان، ولكن فيما بعد استمتعت بتعلم الكثير عن هذا المخلق بتشكيلاته الرائعة وكيف يبدو لنا صلبا ولكنه في الواقع حياة دقيقة تمنحنا نحن البشر الكثير من الفوائد.

وهكذا نحن عندما نقرر أن نغوص في رحلة داخل أعماقنا بالتأكيد سوف نستكشف الكنوز العجيبة التي لم نعلم كم هي مفيدة لنا، وعندما نقرر أن نتواصل مع تلك الكنوز فإننا نكتشف سر السعادة.

عندما نتصادق مع البيئة من حولنا فسوف يأخذنا التأمل فيها اكتشافات جديدة، وهكذا كنت في البداية عندما قررت أن أتعلم عن هذه المخلوقات الغريبة بالنسبة لي وإن كانت تبدو لي مثل الصخر ولكن في الواقع بهرت عندما تعرفت عن طريقة تغذيتها وحاجتها للضوء والحرارة والاعتدال في PH للمياه من حولها حتى تتمكن من الحياة والعجيب في الأمر عندما اكتشفت أنها تحتاج ضوء الشمس لتقوم بعملية البناء الضوئي داخلها برغم أنها نبات وهي تطلق الأكسجين في المياه من هذه العملية، اضافة إلى ذلك التعايش الذي يكون بينها مع الكائنات الأخرى التي تتخذها ملاذا آمنا لها من أعدائها.

هكذا كانت رحلتي في البداية، ومنها تعلمت أن أتأمل كل مرجان أراه أثناء الغوص وأتساءل لماذا هو يمر بمرحلة الإنعاش؟ أو لماذا أخذ الموت ينخر في جسده، وصرت أتأمل كيف تتعايش مستعمرات المرجان مع بعضها وكيف تحاول السيطرة على المكان.

في النهاية، تعلمت أن هناك ترتيب مبدع من الخالق سبحانه يجعل هذا الأمر مستمرا بإبداع جميل يبهر الأعين ويحير العلماء بما يكتشفونه من أسرار كل يوم، وفي كل رحلة أستمتع عندما أرى هذا التكوين الجميل من الأشكال والألوان والحياة في قاع البحر.

حياتنا في مجملها تملؤها العديد من المواقف واللحظات التي تأخذنا معا وتمر علينا ولكن لم نقرر بعد أن نتأمل فيها وما الحكمة منها، ولكن عندما يحين الوقت في لحظة من التأمل العميق سوف نستكشف أن هناك العديد من البدائل المتاحة لكي تستمر الحياة بدون عواصف مدمرة، ومع الاستمرار نتعلم من خلال كل تجربة نعاني فيها، وفي كل مره تصبح الحياة أكثر سلاسة وسهولة وأجمل.

نستمتع معا بتحقيق الأهداف من بعد رحلة شاقة وصولا إلى إنجازات نرغب بتحقيقها وكلما ارتقينا في حس التذوق لنكهة هذا الانجاز كلما أصبحنا نرغب بالاستمتاع بالمزيد منه.

نتأمل  ..  لنتعلم ونستمتع

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *