الغرق الجاف

الغرق هو عملية المعاناة من إعاقة تنفسية من الغمر/ الإغراق في السائل. وتصنف نتائج الغرق على أنها وفاة ومراضة وليس اعتلال. والمصطلحات المتفق عليها ضرورية لوصف المشكلة وإتاحة إجراء مقارنات فعالة لاتجاهات الغرق. وعليه، ينبغي استخدام هذا التعريف للغرق الذي اعتمده المؤتمر العالمي المعني بالغرق لعام 2002 على نطاق واسع.، ويمكن للشخص الذي لا يعرف السباحة أن ينجو من الغرق بالطفو على سطح الماء، ويتحقق الطفو بالاستلقاء على الظهر، وترك الجسم في حالة استرخاء، وعادةً يفشل الشخص في التمكن من الطفو، ويكون السبب في هذه الحالة هو الخوف الذي يؤدي إلى تصلب الجسم وغطسه، وبعد الغطس بزمن يقل عن دقيقتين، يدخل الشخص في غيبوبة، ولكن الموت لا يحدث

الغرق، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، هو السبب الرئيسي الثالث للوفاة في العالم، وهو ما يمثل 7٪ من جميع الوفيات الناجمة عن الإصابات ذات الصلة به (طبقا لتقديرات إحصائيات الوفيات غرقا 388,000 في عام 2004، باستثناء تلك التي تعزى إلى الكوارث الطبيعية، علماً بأن 96٪ من هذه الوفيات تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل

هناك نوعان من الغرق وهما الغرق التقليدي “أو الغرق المبلل” وهو النوع المعروف بين عامة الناس، والنوع الآخر وهو الأخطر ويسمى بالغرق الخبيث “أو الغرق الجاف”، وهناك نوع آخر يعرف بـ “الغرق الثانوي”.

الغرق الأولي

كما يعرف بالغرق الحقيقي أو الغرق المبلل، وهو الأكثر شيوعا من بين أنواع الغرق ويتراوح نسبة انتشاره ما بين 75 إلى 95 %، وفي هذا النوع يتسرب الماء إلى ممرات الجهاز التنفسي والرئة، لينتقل من بعدها إلى الدم، وينقسم الغرق الأولي بناء على نوع الماء إلى قسمين:

  1. الغرق في المياه العذبة: الغرق في تلك المياه يؤدي إلى انخفاض مستوى تركيز الكلور والكالسيوم في بلازما الدم، ومن علاماته أيضا انخفاض تركيز الأكسجين في الأوعية الدموية، ومن بعد الإسعاف الأولي للغريق وإنقاذه في هذه الحالة يحدث عادة الوذمة الرئوية Pulmonary Edema مع خروج رغوة دموية من ممرات الجهاز التنفسي.
  2. الغرق في المياه المالحة (مياه البحر): الغرق في المياه المالحة يرافقه ارتفاع في مستوى الكلور والكالسيوم، والدم يصبح أكثر تماسكا، ومن مميزات الغرق الحقيقي في المياه المالحة الظهور السريع للوذمة الرئوية Pulmonary Edema مع خروج رغوة بيضاء من الممرات التنفسية.

الغرق الثانوي

يرجع الغرق الثانوي إلى توقف القلب بسبب سقوط المصاب في الماء البارد جدا، والعائد إلى ردة فعل في حال تسرب المياه إلى الممرات التنفسية أو إلى الأذن الوسطى في حال إصابة طبلة الأذن، ومن علاماتها المميزة حدوث انقباض للأوعية الدموية الطرفية وبشكل قوي، أما الوذمة الرئوية Pulmonary Edema في العادة لا تحدث.

ما هو الغرق الجاف؟

والمعروف أيضا بالغرق الناشف، ونسبة انتشاره مقارنة مع الأنواع الأخرى تتراوح ما بين 5 إلى 20 % من أنواع الغرق، وهي أكثر ما تلاحظ لدى الأطفال والنساء، كما تلاحظ في حال السقوط في الماء القذر أو الماء الحاوي على الكلور، وبها يلاحظ دخول كميات كبيرة من الماء إلى المعدة، كما يمكن أن يحدث بها الوذمة الرئوية Pulmonary edema   ولكن ليس من النوع النزيفي.

إن مصطلح “الغرق الجاف” لا يعتبر مصطلحا طبيا ويطلق عليه طبيا اسم “متلازمة ما بعد الانغماس (أو الغمر)” أو مصطلح “الغرق المتأخر”، وما يحدث في الغرق الجاف أن المصاب يبتع أو يستنشق الماء وقد يحدث الغرق الجاف بعد عدة ساعات من ذلك، ويتوفى المصاب بعد مرور 24 ساعة أو أكثر من دون ظهور أية علامات حادة تظهر أن الشخص كان يعاني من أية مشاكل في الجهاز التنفسي، وهو يتطلب عناية فورية وله أعراض تظهر بعد حادثة الغرق سنتعرض إليها لاحقا وإنه من الضروري عدم التقليل من أعراض هذا النوع من الغرق ومن المهم جدا توفير الرعاية الطبية اللازمة.

كيف يحدث الغرق الجاف؟

يحدث “الغرق الجاف” عندما يتعرض شخص بالغ أو طفل لحادثة غرق عابرة حيث إنه من الطبيعي أن يستنشق ويبتلع بعض الماء، وبمجرد أن يتم إنقاذ هذا الشخص من الماء ويتم التأكد من أنه يتنفس بشكل طبيعي، نظن أن الخطر قد زال وأن ما جرى مجرد حادث عرضي، ولكن ما يحدث هنا هو أنه وبعد دخول الماء عن طريق الأنف أو الفم، ورغم عدم وصولها إلى الرئتين، تبدأ عضلات القصبة الهوائية وكرد فعل دفاعي بالانكماش تدريجياً، عندما تتشنج الحنجرة وينغلق مجرى التنفس Laryngospasm ، تنغلق الطيات الصوتية، ويصبح التنفس صعبًا ويؤدي ذلك إلى الاختناق وهنا لا يحدث تسرب للمياه إلى الممرات التنفسية، ثم يبدأ الجسم بحرمان نفسه من الأكسجين تدريجياً، ليصل الشخص إلى الوفاة في حال لم يتم تدارك الوضع سريعاً، عندما وجد الأطباء أن الغرق ينتج عن نقص الأكسجين، وليس عن تراكم الماء في الرئتين، حل مصطلح “”الغرق” محل “الغرق الرطب” أو “الجاف”، وفي الغرق الجاف قد تذهب السوائل إلى أماكن أخرى حيث لا ينبغي لها أن تكون، مثل الجيوب الأنفية، وقد يصبح من الصعب دخول الهواء إلى الرئتين.

أعراض الغرق الجاف

  • السعال الشديد والمستمر الذي لا يمكن السيطرة عليه
  • صعوبة خروج الصوت
  • أزيز أو صفير.
  • عدم التوازن والشعور بالدوار.
  • الشعور بالنعاس.
  • تشوش.
  • مشكلة في التنفس حيث يكون هناك صعوبة أو سرعة في التنفس أو يكون التنفس بشكل غير طبيعي.
  • صعوبة في الكلام.
  • انخفاض طاقة الجسم أو الشعور بالنعاس بعد التعرض لحادث مائي.
  • رغوة في الأنف أو الفم.
  • التهيج أو التصرف بسلوك غير عادي، مثل الارتباك، والعصبية.
  • القيء
  • ألم في الصدر.

معالجة الغرق الجاف

إذا بدا أن أحدهم يعاني من صعوبة في التنفس أو أنه قد غرق، فيجب على أي شخص مدرب أن يبدأ على الفور في إجراء الإنعاش القلبي الرئوي Cardiopulmonary resuscitation (CPR)  وطلب الاتصال بالطوارئ الطبية من شخص آخ، فإن لم يجد أحد بجانبه فبإمكانه أن يطلب المساعدة بصوت عال ليتمكن من الحصول عليها، وفي المركز الطبي يتم اخضاع المصاب إلى فحوصات طبية لفحص وتقدير التنفس لديه، ويتم التحقق من العلامات الحيوية مثل معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم ومستويات الأكسجين، فإذا كانت العلامات الحيوية طبيعية، سيتم إخضاعه للمراقبة لمدة 4-6 ساعات تقريبا ثم السماح له بالمغادرة. وفي حال إذا كانت حالته سيئة سيتم إدخاله إلى المستشفى لمزيد من الاطمئنان وتقديم الرعاية الطبية اللازمة.

طرق الوقاية من الغرق

  •  الإشراف المباشر ومراقبة الأطفال دون سن الرابعة عند وجود أي كمية من الماء.
  • السباحة فقط في المناطق الخاضعة لإشراف المنقذ.
  •  اتباع تحذيرات وتعليمات المنقذين من أجل السلامة.
  •  السباحة بإشراف منقذين في المناطق المخصصة من البحيرات أو الشواطئ.
  •  إبقاء الرضع والأطفال الصغار بعيدًا عن أي مياه راكدة.
  •  الانتباه على الرضع والأطفال الصغار عند الشرب.
  •  ارتداء سترات النجاة عند ممارسة الرياضات المائية.
  •  أخذ دروس في السباحة وتعليم الأطفال السباحة منذ الصغر.
  •  تسييج (وضع سياج) المسابح الخاصة.
  •  إبقاء بوابات المسبح مغلقة عندما لا تكون قيد الاستخدام.
  •  تعلم الإنعاش القلبي الرئوي وتعليمات السلامة المائية إذا كان يقتضي الأمر إشراف ومراقبة الآخرين باستمرار أثناء السباحة.
  •  لا تسبح وحدك.
  •  لا تسبح أبدًا أو تقترب من الماء عند شرب الكحول أو تعاطي عقاقير غير قانونية.
  •  إزالة سلالم برك السباحة القابلة للنفخ عندما لا تكون قيد الاستخدام.
  •  الإشراف دائمًا على الأطفال باستخدام ألعاب النفخ أو كراسي الشاطئ.

ماذا تفعل في حالة وجود غريق؟

  1. تبليغ المشرف على الحوض أو مسئول الإنقاذ على الشاطئ ليتصرف كونه المختص والأكثر احترافية في هذا الوضع.
  2. في حال عدم وجود أحد بإمكانك أن تساعده من خلال رمي طوق النجاة إليه، أو طوافة أو عصا أو حبل والمهم هنا أن تقدم له المساعدة وأنت في الأعلى حفاظا على سلامتك.
  3. في حال عدم توفر مواد تساعدك في الإنقاذ، وإن كنت متمكنا من السباحة فتقفز وتذهب إلى الغريق وتحافظ على مسافة آمنة بينك وبينه وتحاول أن تهدئته بالكلام من غير محاولة الاقتراب منه وفي حال لم تتمكن من تهدئته فتذهب إليه من جهة الخلف وتجنب الاشتباك معه من الجهة الأمامية حيث ستعرض نفسك للخطر كونه في حالة هيجان، وكلما حاول الاشتباك معك أبعده عنك حتى لا تتعرض للخطر.
  4. بعد الوصول لمرحلة هادئة يتم سحب المصاب بإحدى طريقتين، إما عن طريق الإمساك بمحيط رقبته وسحبه أو الإمساك به من تحت الذراعين وسحبه.
  5. هناك طريقة أخرى لسحب المصاب وتكون من خلال ادخال يدك اليمنى من أسفل الذراع الأيمن للمصاب ومن ثم احاطتها حول الجهة اليسرى من منطقة الرقبة وهنا تكون الوضعية أكثر راحة حيث يمكنك السيطرة على وضعية جسم المصاب كما أن المنقذ يتمكن من السباحة من خلال تحريك ساقيه واليد اليسر مما يوفر له عاملا من الراحة أثناء عملية إنقاذ المصاب إلى أن يصل إلى منطقة الأمان.
  6. إذا كان المصاب في حالة هيجان وتشابك معك فبإمكانك النزول معه إلى الأسفل حيث سيتجنب هو النزول إلى الأسفل معك وهنا تتمكن من الذهاب خلفه.

شكرا لمتابعتكم معنا ونتمنى أن يكون المقال ذو استفادة لكم

 

هل أعجبك المقال؟

لا تنسى الضغط على رمز الإعجاب وادعمنا بتعليقك أسفل المقال

ضع تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *